جهانگير اميري؛ فاروق نعمتي
المستخلص
إنّ التحامق لونٌ خاصٌّ من شعر الفکاهة يتصرّف فيه الشاعر وکأنّه مصاب بالبله والحمق وما به حمق، بل إنه يتظاهر بذلک عن وعي وإرادة. يتواجد شعر التحامق في کلّ عصر من الأعصر الأدبية، إلاّ أنّه شاع شيوعاً واسعاً في العصر المملوکي حتّي أصبح فنّا قائماً بذاته في ذلک العصر وسمة بارزة للأدب المملوکي. يتحدّث شاعر التحامق في شعره عن أشياء من أهمها: ...
أكثر
إنّ التحامق لونٌ خاصٌّ من شعر الفکاهة يتصرّف فيه الشاعر وکأنّه مصاب بالبله والحمق وما به حمق، بل إنه يتظاهر بذلک عن وعي وإرادة. يتواجد شعر التحامق في کلّ عصر من الأعصر الأدبية، إلاّ أنّه شاع شيوعاً واسعاً في العصر المملوکي حتّي أصبح فنّا قائماً بذاته في ذلک العصر وسمة بارزة للأدب المملوکي. يتحدّث شاعر التحامق في شعره عن أشياء من أهمها: الفقر، العيوب الجسمية والعيوب النفسيّة والاستهتار بالقيم السامية والخلق النبيلة ولوم الحکّام والأمراء. والباعث الرئيسي الذي دفع الشاعر إلي شعر التحامق في ذلک العصر هو التکسّب، إلاّ أنّ ثمّة عوامل اجتماعيّة أدّت إلي توسيع نطاقه ومن أهمّها: الفقر المدقع الناجم عن الحروب المستمرّة والضرائب المثقلة علي کاهل الشعب، ظلم الحکّام الجائرين، والانحراف الذي طرأ علي المعايير الخلقية والمقائيس الاجتماعيّة، کلّ ذلک جعل الشعراء يزدرون بالقيم السامية والخلق النبيلة ازدراءً. يرمي هذا البحث إلي دراسة شعر التحامق ومضامينه وأسباب شيوعه في العصر المملوکي؛ إذ إنّه يعطي صورة واضحة عن الأوضاع العامة للعصر المملوکي وحياة الناس في ذلک العصر.