علی ساکی؛ محمد جواد غانمي؛ سهاد جادري
المستخلص
الحجاج فعالیة لغویة وعملیة خطابیة تقوم علی آليات یتوخی بها تسخير المخاطب لفعل أو تركه، وهو حوار لغوي قائم بذاته علی الاستدلال البرهاني والحمل علی الإقناع والتأثیر بشكله ومضمونه، وقد استخدمه شعراء آل البیت کثيراً للحاجة إليه في الشّعر السّياسي والدّيني، بیدَ أنّ هذه الآلیات تختلف بین شاعر وآخر. تهدف هذه المقالة بمنهجها الوصفي والتحلیلي ...
أكثر
الحجاج فعالیة لغویة وعملیة خطابیة تقوم علی آليات یتوخی بها تسخير المخاطب لفعل أو تركه، وهو حوار لغوي قائم بذاته علی الاستدلال البرهاني والحمل علی الإقناع والتأثیر بشكله ومضمونه، وقد استخدمه شعراء آل البیت کثيراً للحاجة إليه في الشّعر السّياسي والدّيني، بیدَ أنّ هذه الآلیات تختلف بین شاعر وآخر. تهدف هذه المقالة بمنهجها الوصفي والتحلیلي إلی دراسة آلیات الحجاج و وظائفه في قصائد الشّاعر عبدالمطلب الحلي، وهو من شعراء آل البيت المعاصرين. تبيّنت النتائج أنّ الشّاعر استخدم الآليات الحجاجية اللغوية والبلاغية وفق الاستراتيجية التّضامنية الكامنة في أسلوب التّعبير لإظهار مواقفه الدّينية والمذهبیة التي كان محورها بيان مناقب أهل البيت (ع) الرفيعة وبيان أحداث واقعة الطف وكذلك الأحداث السّياسية في عصر الشّاعر، حيث الاصطدام بين الغرب والمسلمين لدفاعه عن الحكومة العثمانية ورجال الدّين. فظهرت هذه الآليات اللغوية في الاستفهام للإنكار والإستغراب والتّكرار للتأكید في المفردات والعبارات وأسلوب النهي والنفي للوعظ والزجر والجمل الاعتراضية لتقویة الكلام والحوار للتفاعل والاستنهاض والروابط الحجاجية لتقویة الممكنات التعبیریة وأيضاً ظهرت آلیات بلاغیة منها التّشبيه والمجاز والاستعارة والكناية وكذلك التّقابل السّياقي واللغوي. وظّف الشاعر هذه الآليات لبيان الجمال في التّعبير ورسم الصور للأحداث في ملحمة كربلاء واستنهاض الأمّة الإسلامية لتصدّي الغزاة، الأمر الذي یُثبت للقاريء التزام الشاعر في مواقفه الحماسیة والدینیة.
جاسم نگارش؛ صادق ابراهیمی کاوری؛ سهاد جادري
المجلد 17، العدد 61 ، يناير 2022، ، الصفحة 23-46
المستخلص
المدينة الفاسدة أو الديستوبيا هي عبارة عن تنحّي الإنسان عن مبادئ الأخلاق وضياعه واندثاره في التعصّبات والرذائل، وارتبطت معاني هذه المدينة بالأدب والسياسة والفلسفة البشرية وقد شرقت شمسها وبانت معالمها بوضوح من بدايات عصر النهضة الأوروبية حينما سيطر الإنسان المعاصر على الطبيعة واختلق قوانين اجتماعيّة وسياسيّة للسلطة. ولا شك أنّ ...
أكثر
المدينة الفاسدة أو الديستوبيا هي عبارة عن تنحّي الإنسان عن مبادئ الأخلاق وضياعه واندثاره في التعصّبات والرذائل، وارتبطت معاني هذه المدينة بالأدب والسياسة والفلسفة البشرية وقد شرقت شمسها وبانت معالمها بوضوح من بدايات عصر النهضة الأوروبية حينما سيطر الإنسان المعاصر على الطبيعة واختلق قوانين اجتماعيّة وسياسيّة للسلطة. ولا شك أنّ هناك علاقات بين هذه التعاريف والمجتمع العربي عامةً والعراقي خاصةً. ارتبطت الرواية العراقية الحديثة ارتباطاً وثيقاً بالأدب الديستوبي، وما يحدث من تحوّلات في الواقع العراقي، واندثار منظومة من القيم، واستفحال لوجوه الفساد، وسلطة الخوف من الحاضر والآتي؛ سنان أنطون من الروائيين العراقيين الذين التفتوا إلى هذه المدينة في رواياتهم وقد ظهرت بصورتها الشاملة. هذا البحث وفق المنهج التوصيفي-التحليلي يهدف إلى الكشف عن سمات الديستوبيا وإيضاح مدلولاتها ودوالها التي تمّ استدعاؤها في رواية "يا مريم" للروائي العراقي سنان أنطون، وكما ظهرت لنا النتائج بأنّ الروائي بنی هذه المدينة حسب التطرّف الإيديولوجي من البعث حتّى المتطرفين الانتحاريين، ثمّ ركز علی الموت غير الطبيعي سيّما في الحروب والإعدامات، والاغتيالات، وأيضاً عبّر عن دمار البيئة والتراث العراقي حيث دمّرتها الحرب وكثرتها، وأهمّ موضوع تطرّق إليه الروائي هي الطائفية المتشدّدة في العراق والمجازر التي حصلت من الطائفية.