حمیده بامری؛ عبدالباسط عرب يوسف آبادي؛ علي اصغر حبيبي
المجلد 17، العدد 61 ، يناير 2022، ، الصفحة 47-68
المستخلص
إنّ قوام نظرية الاستلزام التخاطبي التي طرحها بول غرايس مبادئ تركز على دراسة العلاقة بين اللغة ومتلقّيها بكل ما تحويه من خصائص ومميزات. لخّص غرايس هذه المبادئ على مبدأ الكم، والكيف، والطريقة، والمناسبة، ويعتقد أن الكلام إذا كان موافقا لهذه المبادئ فيطلق على أنه ملتزم بمبدأ التعاون، وإن خالفها وفقا لأغراض بلاغية خاصة فيسمّى بعملية ...
أكثر
إنّ قوام نظرية الاستلزام التخاطبي التي طرحها بول غرايس مبادئ تركز على دراسة العلاقة بين اللغة ومتلقّيها بكل ما تحويه من خصائص ومميزات. لخّص غرايس هذه المبادئ على مبدأ الكم، والكيف، والطريقة، والمناسبة، ويعتقد أن الكلام إذا كان موافقا لهذه المبادئ فيطلق على أنه ملتزم بمبدأ التعاون، وإن خالفها وفقا لأغراض بلاغية خاصة فيسمّى بعملية خرق التعاون. تسعى هذه الدراسة وفقاً للمنهج الوصفي-التحليلي إلى الوقوف على ظاهرة الاستلزام التخاطبي وخرقه في الكتابات الجدارية العربية والفارسية والتي ظهرت كفنّ جديد في الآونة الأخيرة في المجتمع وأكثر ما يتمّ فيها الانتقال من المعنى الصريح إلی المعنی المستلزم خطابياً. قام البحث بدراسة 400 كتابة جدارية عربية وفارسية من المنظور التداولي للكشف عن وجوه الالتقاء بين الثقافتين العربية والفارسية. أظهرت النتائج أنّ العديد من الكتابات الجدارية العربية والفارسية (%63 العربية و %59 الفارسية) خارقٌ لمبادئ التعاون الغرايسية وأنّ مبدأ الطريقة أكثر مبادئ التعاون خرقاً للكتابات الجدارية (%91 العربية و %87 الفارسية)، والعلة تكمن في أن الكاتب على الجدران أراد أن يوصل الرسالة إلى متلقّيه بصيغة إيحائية لأجل بيان المعاني التي لايمكنه التصريح بها. فإنّ التشابه في هذه النسبة للكتابات الجدارية العربية والفارسية يبيّن وجوهاً من التشابه بين الثقافتين العربية والفارسية.