دانش محمدي؛ سکينه زارع نجاد
المجلد 14، العدد 48 ، ديسمبر 2018، ، الصفحة 1-22
المستخلص
استخدام الثقافة في تعليم اللغة ضرورة تؤکّد عليها المناهج والطرائق الجديدة حيث تري بأن التواصل الناجح عبر اللغة لايتحقق دون فهم سياقها الثقافي. فإذا کانت الطرق القديمة تعرض بعض المعلومات والعناصر الثقافية من خلال الحکايات التأريخية والقصص، فالمناهج الجديدة تعتمد علي تعليم اللغة من خلال السياق الثقافي ولا يمکن فصل الحوارات والنصوص ...
أكثر
استخدام الثقافة في تعليم اللغة ضرورة تؤکّد عليها المناهج والطرائق الجديدة حيث تري بأن التواصل الناجح عبر اللغة لايتحقق دون فهم سياقها الثقافي. فإذا کانت الطرق القديمة تعرض بعض المعلومات والعناصر الثقافية من خلال الحکايات التأريخية والقصص، فالمناهج الجديدة تعتمد علي تعليم اللغة من خلال السياق الثقافي ولا يمکن فصل الحوارات والنصوص والتدريبات من هذا السياق کما أنّها لا ترکّز علي عناصر ثقافية محدودة فحسب بل توظّف عناصر متنوعة تشمل معظم الجوانب الثقافية. انطلاقاً من هذه الضرورة لتعليم اللغة ضمن السياق الثقافي في المناهج الجديدة، تهدف هذه الدراسة إلي فهم مکانة الثقافة في بعض کتب تعليم اللغة العربية في إيران وخارجها. تم اختيار أربعة کتب تعليمية للغة العربية (في 14 مجلدا)، وهي کتاب "العربية للعالم" من السعودية وکتب "اللغة العربية" و"الطريقة السهلة" و"گفتوگو" من إيران. انتهجت الدراسة منهج تحليل المحتوي الکمّي حيث درست أولاً الدراسات النظرية عن الثقافة في مجال تعليم اللغات الأجنبية واستخرجت قائمة للعناصر الثقافية ثم قام الباحثان بتحليل محتوي الکتب وفقا لهذه القائمة. أظهرت النتايج بأنّ الترکيز في کتاب "العربية للعالم" کان علي الثقافة العربية والدولية، أما الکتب الإيرانية فاهتمت بالثقافة الإسلامية فقط وأهملت الثقافة العربية العامة والثقافة العالمية والجوانب الأخري من الثقافة الإيرانية. کما أنه لايوجد توازن في توظيف العناصر الثقافية حيث هناک اهتمام ببعض العناصر مثل التأريخ والشخصيات التأريخية وإهمال للعناصر الأخري کالفنون والإعلام والعلوم والموسيقي والسينما والتعليم والتقاليد في هذه الکتب، أما طريقة توظيف الثقافة فطريقة تقليدية حيث يتم عرضها في معظم الأحيان ضمن الحکايات التأريخية دون دمجها في سياق استخدام اللغة.