ادبي
حسين ابويساني؛ حسين جوکار
المجلد 14، العدد 46 ، يونيو 2018، ، الصفحة 59-80
المستخلص
إنّ المسرحية من الأجناس الأدبية العالمية القديمة التي مضت عليها أدوار مختلفة منذ نشأتها إلي يومنا الحاضر. هذه الأدوار التي تطور فيها هذا الفن الإنساني الجميل، وخطا خطوات واسعة نحو التقدم، هي اليونانية، والرومانية، والقروسطية، والکلاسيکية، والرومانتيکية، والواقعية. نري أنه لايخلو اليوم أدب أمة من المسرحية، والأدب العربي مارسها ...
أكثر
إنّ المسرحية من الأجناس الأدبية العالمية القديمة التي مضت عليها أدوار مختلفة منذ نشأتها إلي يومنا الحاضر. هذه الأدوار التي تطور فيها هذا الفن الإنساني الجميل، وخطا خطوات واسعة نحو التقدم، هي اليونانية، والرومانية، والقروسطية، والکلاسيکية، والرومانتيکية، والواقعية. نري أنه لايخلو اليوم أدب أمة من المسرحية، والأدب العربي مارسها في العصر الحديث إذ خلا الأدب العربي القديم من هذا الفن لعوامل فنية واجتماعية ودينية. إنّ مسرحية بيجماليون لجورج برنارد شو من المسرحيات التي تلقت اهتماماً خاصاً لابتعادها في مضمونها عن المشاکل الاجتماعية والسياسية وترکيزها علي البُعد الإنساني. قام برنارد شو في هذه المسرحية بعرض مشکلة الفوارق بين طبقات المجتمع، وعَرَضَ خلالها مشکلة الفنان في تفکيکه بين الفن والحياة. کذلک من جهة أخري إنّ توفيق الحکيم کتب مسرحية بعنوان بيجماليون متأثراً بمسرحية شو، والقضية المحورية في مسرحية بيجماليون للحکيم تتمثل في مشکلة الفنان والتمزق بين الفن والحياة أيضاً. إنّ هذه المقالة تلقي ضوءاً علي تأثير المسرح الغربي علي المسرح العربي، کذلک تقوم بدراسة مقارنة بين المسرحيتين. وتقوم المقارنة هي علي أساس خصيصة من خصائص المدرسة الرمزية وهي الصراع بين الفن والحياة. إنّ المنهج في المقالة هو الوصفي- التقارني؛ ومما حصل عليه البحث هو أنّ الفنّانين: هيجنز وبيجماليون، وهما من الشخصيات الأصلية في المسرحيتين، يفضّلان فنهما، ونجاحهما فيه، علي حياة امرأتين؛ وهما إليزا وجالاتيا، وعلي مصيرهما في الحياة أيضاً. بعبارة أخري إنّ کلاً من هيجنز وبيجماليون حينما يشاهدان أنّ العناية إلي هاتين المرأتين، وجعلهما معشوقتين لأنفسهما يؤدي إلي زوال فنهما، يُقرّران ترک معاشرتهما والعودة إلي فنهما، کأنّهما لم تکونا موجودتين في الحياة.