محمد حسين کاکوئي؛ عباس گنجعلي
المجلد 15، العدد 53 ، مارس 2020، ، الصفحة 43-62
المستخلص
إنّ دعاء عرفة للإمام الحسين (ع) بوصفه نصّاً أدبيّاً يحظي بکثير من الأساليب البيانيّة والجماليّة بأنواعها المتعدّدة کالتکرار. يحاول هذا المقال أن يبحث عن جزء من هذه الأساليب فيتناول تقنية التکرار التي تُعدّ نوعاً من الموسيقى الکلاميّة الداخليّة للنصّ الأدبيّ وهي في الحالة نفسها عنصر من عناصر الإيقاع، کما يتناول أنماط التکرار ...
أكثر
إنّ دعاء عرفة للإمام الحسين (ع) بوصفه نصّاً أدبيّاً يحظي بکثير من الأساليب البيانيّة والجماليّة بأنواعها المتعدّدة کالتکرار. يحاول هذا المقال أن يبحث عن جزء من هذه الأساليب فيتناول تقنية التکرار التي تُعدّ نوعاً من الموسيقى الکلاميّة الداخليّة للنصّ الأدبيّ وهي في الحالة نفسها عنصر من عناصر الإيقاع، کما يتناول أنماط التکرار المختلفة؛ منها التکرار الاستهلاليّ، والبداية، والبسيط، والتراکميّ، والختاميّ، والدائريّ، واللازمة، والمؤکّد، والمتدرّج أو الهرميّ، والمجاور. وتهدف هذه الدراسة إلي الکشف عن بعض خفايا هذا الدعاء وأسراره وحقائقه حتّى يتلذّذ به المتلقّي حينما يقبل عليه فيقرأه أکثر فأکثر. وسبب اختيار هذه التقنية هو تلألؤ حضورها ولمعانها في هذا الدعاء کنصّ مأثور وهي نفسها تقنية فنّيّة قديمة لم تفقد فاعليّتها حتّى الآن وهي أيضاً کثيرة الاستخدام حاليّاً حيث يستخدمها الأدباء المحدثون في آثارهم، ويتفنّنون في أنماطها؛ فبدا لنا أنّه قد يفيد القارئ إجراء هذه الأنماط في دعاء عرفة. تمّ هذا البحث على الأسلوب الوصفيّ - التحليليّ بالدراسة الداخليّة للنصّ وحاول أن يأتي بما هو أنسب للنموذج وما هو أبين لعرض هذه التقنية أو هو أکثر حضوراً في هذا الدعاء. ولقد وُظّف التکرار توظيفاً موفّقاً جعل النصّ ذا مرونة حيث يمکن تطبيق التقنيات الأدبيّة الحديثة عليه والّتي تُعتبر من ميزات الأدب الحديث کأنماط التکرار في مسمّياتها الجديدة، مع أن الأدعية المأثورة تندرج ضمن الأدب القديم.