یدالله پشابادی؛ مجاهد غلامی
دوره 18، شماره 64 ، آذر 1401، ، صفحه 189-220
چکیده
بما أنّ هناک نظرات متلوّنة حول الشعر نفسه وما یلزمه، لا مراء في أنّ الشعر بنیان مرصوص علی مدار اللغة یُدرک من جرّاء القراءة والإصغاء. لکنّ الحداثة وما نتجَت منها من تأثیرات واسعة علی مجالات مختلفة بما فیها الأدب، أدَّت إلی نشأة اتّجاه حدیث في الشعر جرَّه من حصیلة مقروءة-مسموعة إلی نتاجٍ مرئیّ. فبعد شیوع القصائد البصریة التي تُدعی ...
بیشتر
بما أنّ هناک نظرات متلوّنة حول الشعر نفسه وما یلزمه، لا مراء في أنّ الشعر بنیان مرصوص علی مدار اللغة یُدرک من جرّاء القراءة والإصغاء. لکنّ الحداثة وما نتجَت منها من تأثیرات واسعة علی مجالات مختلفة بما فیها الأدب، أدَّت إلی نشأة اتّجاه حدیث في الشعر جرَّه من حصیلة مقروءة-مسموعة إلی نتاجٍ مرئیّ. فبعد شیوع القصائد البصریة التي تُدعی «الکونکریت» في أروبّا، نری الشعراء من الأطراف یُهرعون إلیها بدافع ما فیها من مظاهر خلّابة. فما لبثَ أن شاع في الشعر العربي والفارسي والکردي صوغ الشعر الکونکریتي تحت مسمیاتٍ کـ«الشعر البصري»، و«الشعر الهندسي»، و«القصیدة التشکیلیة»، و«شعر تجسمی»، و«نقاشعر»، و«شعرنگاره» وما إلیها. وإنّا في هذا البحث نقصد أن نُلقِي الضوء علی جذور بصریة الشعر في الأدب العربي والفارسي والکردي في ضوء المنهج التوصیفي-التحلیلي؛ أضف إلی ذلک التعرّف علی الشعر البصري کاتّجاه شعري في تلک اللغات والآداب. ومن نتائج البحث أنّا نری أن البلاغة الإسلامیة-الإیرانیة وأن الشعر الإسلامي-الإیراني فیهما نماذج لا تبعد من تجارب کونکریتیة في أشکال بدائیة ونشاهد ذلک أکثرما نشاهد في غمار الفنون البدیعة وخاصّة في «الموشّح». أمّا أغلبیة شیوع الشعر الکونکریتي فکان من تُحف العصر الحدیث والتي انطلقَت من خلال التأثر بالأدب الأروّبي. وإن کانَ الشعراء العرب والفرس والکُرد حصلوا علی إنشاد أشعار بصریة نادرة من جرّاء التعایش الثقافي وتجاربهم الشخصیة في بیئاتهم.