ادبي
سيد مهدي مسبوق؛ شهرام دلشاد
المجلد 12، العدد 38 ، سبتمبر 1437، ، الصفحة 1-20
المستخلص
يعد الحوار لدي الشاعر العربي القديم تقنية ينفي بها عن ذاته الأحادية المطلقة أو يثبت وجود الآخر في أعماله الشعرية فمن ثم احتل الحوار ـ کأبرز عناصر السرد ـ في شعره حيزا واسعا ومؤدي ذلک إلي عدم رواج القصة في الأدب العربي القديم فالشاعر يقص من خلال شعره قصة أو حادثة جرت في حياته ولا مندوحة له من اللجوء إلي الحوار کأحد الأساليب المفيدة ...
أكثر
يعد الحوار لدي الشاعر العربي القديم تقنية ينفي بها عن ذاته الأحادية المطلقة أو يثبت وجود الآخر في أعماله الشعرية فمن ثم احتل الحوار ـ کأبرز عناصر السرد ـ في شعره حيزا واسعا ومؤدي ذلک إلي عدم رواج القصة في الأدب العربي القديم فالشاعر يقص من خلال شعره قصة أو حادثة جرت في حياته ولا مندوحة له من اللجوء إلي الحوار کأحد الأساليب المفيدة لبيان القص. هذه التقنية لدي أبينواس الشاعر العباسي الذائع الصيت وسيلة مناسبة للجوء إلي الأسلوب القصصي. فهو يستخدم الحوار لأغراض مختلفة وعلي صيغ وأساليب متنوعة وله لديه وظائف أسلوبية شتي. قد أکثر أبونواس من الحوار لبروز النزعة القصصية لديه ولوفرة الشخصيات في شعره کالندماء والأصدقاء والجواري والحبيبات وقد تسبب هذا الاتجاه في شعره في تکوين صيغ الحوار لديه. إن هذه الدراسة بالاعتماد علي المنهج الوصفي التحليلي تهدف إلي بيان أهم محاور الحوار في شعر أبينواس وصيغه وأساليبه، وأنواعه ووظائفه کما تطمح إلي رصد المضامين والأغراض التي تکمن وراء استخدام هذه التقنية. تخلص الدراسة إلي أن شعر أبي نواس اتسم بالروح الجماعية والدرامية خلافا للشعر القديم الذي تغلب عليه الفردية والذاتية وذلک بسبب تنوع الحوار. وهذه الميزة أخرجت شعره من التواتر والتکرار حيث لا يشعر القارئ بالملل والرتابة حين يقرأ حوارات شعرية في ديوانه.