ادبي
شاکر العامري؛ محمد علي عامري
المجلد 12، العدد 38 ، سبتمبر 1437، ، الصفحة 67-88
المستخلص
«سيرة عنترة» هي من أکبر القصص الملحمية التي استمدت مادتها من شخصية «عنترة» الحقيقية، أي من الشاعر والفارس الکبير الذي کان يعيش في العصر الجاهلي. وجرى ذکر «سيرة عنترة» على ألسنة الناس على مرّ العصور حتى العصر العباسي وما بعده إلى العصر الحديث، فصارت السيرة ضخمة تحمل الکثير من المبالغة في قدرة «عنترة» بن شداد ...
أكثر
«سيرة عنترة» هي من أکبر القصص الملحمية التي استمدت مادتها من شخصية «عنترة» الحقيقية، أي من الشاعر والفارس الکبير الذي کان يعيش في العصر الجاهلي. وجرى ذکر «سيرة عنترة» على ألسنة الناس على مرّ العصور حتى العصر العباسي وما بعده إلى العصر الحديث، فصارت السيرة ضخمة تحمل الکثير من المبالغة في قدرة «عنترة» بن شداد وشجاعته بين دفتيها. وقد اهتم الناس، في العصر العباسي الثاني، بها أکثر من أي وقت مضى، ولم يکن اهتمام الناس بـ «سيرة عنترة» بسبب وصول العصر العباسي إلى الترف والرخاء کما قال حنا الفاخوري، بل کان بسبب شدة ضغط الأوضاع عليهم، إذ کانوا يعيشون ظروفاً مزرية، حيث کانت حياة المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية مضطربة جداً، وکان المجتمع على شفا حفرة من الهاوية. وکان النظام الطبقي سائداً في المجتمع الذي شاعت فيه الآفات الاجتماعية من قبيل التکدي والاحتيال والسرقة. وبينما کان الناس يعيشون في فقر مدقع تحت ضغط الضرائب الشديد، کان الخلفاء والأمراء وغيرهم من أبناء الطبقة الحاکمة يعيشون بذخاً ورفاهيةً وتبذيراً، وکانت هناک ثورات ومعارک شتى تدور في نواحٍ من الدولة المترامية الأطراف، من جانب، ومن جانب آخر تم إنشاء دويلات عدة في المناطق التي کانت تحت سلطة العباسيين. وعليه فقد تناول البحث الحياة السياسية، والحياة الاجتماعية، وأهمّ الثورات في العصر العباسي الثاني.
وأهمّ ما توصّل البحث إليه من نتائج هو أن ّالناس الذين کانوا يعيشون أوضاعاً صعبة کانوا يتطلعون إلى المنقذ الذي وجدوه في شخصية «عنترة» الخيالية التي صاغتها أذهانهم له.