سيد محمد رضي مصطفوي نيا؛ امير صالح معصومي
المجلد 8، العدد 21 ، مارس 1433، ، الصفحة 41-60
المستخلص
إن اللغتين العربية والعبرية تعدّان من فصيلة اللغات السامية ولهما جذور مشترکة کثيرة في المفردات والترکيبات النحوية؛ فدراسة اللغتين بشکل مقارن تعين الباحثين علي استنتاج أحکام جديدة أقرب من الواقع اللغوي. ويمکن أن نري هذا الاتجاه في الدراسات اللغوية المعاصرة خصوصاً بين المستشرقين الذين سبقوا المسلمين في هذا الإطار. وقد ...
أكثر
إن اللغتين العربية والعبرية تعدّان من فصيلة اللغات السامية ولهما جذور مشترکة کثيرة في المفردات والترکيبات النحوية؛ فدراسة اللغتين بشکل مقارن تعين الباحثين علي استنتاج أحکام جديدة أقرب من الواقع اللغوي. ويمکن أن نري هذا الاتجاه في الدراسات اللغوية المعاصرة خصوصاً بين المستشرقين الذين سبقوا المسلمين في هذا الإطار. وقد تظهر قيمة هذا النوع من الدراسات في البحث عن المسائل الخلافية في النحو العربي، فمن هذه المسائل اختلافهم في أداة التعريف «ال» وتعيين الأصلي منها والزائد؛ فذهب بعضهم إلي أن حرف اللام هي الحرف الأصلي والهمزة أو الألف زائد، ومنهم من ذهب إلي خلافه، ومنهم من ذهب إلي أنّ الحرفين أصليان. ولعلّ منشأ الخلاف هو کتابة حرف اللام وعدم النطق بها في مثل: «الشمس»، وفي جانب آخر کتابة الهمزة وعدم النطق بها عند الوصل في نحو: «والقمر»، فهذا الأمر يوهم زيادة حرف المحذوف وأصالة الأخري. فنحاول في هذا المقال أن نعالج الموضوع من جهة جديدة وأنّ نتعرض للمسألة من منظور اللسانيات وفقه اللغة المقارن، فندرس حرف تعريف في العربية بالنظر إلي معادلها العبري «הַל» (/hal/)، حتي ننتهي إلي إثبات الواقع اللغوي متجنبين الافتراضات النحوية البحتة.