ظهرَ في النقد القديم الفارسي و العربي اتجاهان متعارضان، أحدهما يدعو للعودة و التمسّک بأصول الأدب و الشّعر کما کانت عليه عند القدامى، و الآخر يروّجُ للتغيير و التجديد في هذا المجال، فظهرت على السّاحة الأدبية صورة غير مکتملة الملامح لنزاعاتٍ بين أتباع هذين الاتجاهين، أمّا في العصر الحديث فقد احتدمت هذه النزاعات بين أتباع التجديد و مناصري التقليد، و ذلک إثر انفتاح المجتمعات العربيّة و المجتمع الإيراني على الثقافات الغربيّة، فمن داعٍ يدعو إلى نسيان الماضي و التجديد على أسسٍ غربيّة إلى آخر يرفضُ و بشدّة کل ما له صلة بالثقافات الغربيّة، يتخلل ذلک بعض الآراء التي تدعو إلى الوسطيّة في هذا کلّه، لکن کان النّصر في نهاية المطاف لأتباع التجديد الذين انقسموا بدورهم إلى مجددين محافظين و مجددين إفراطيين و ما تناولته في هذه الدراسة صورة عامّة توضّح حقيقة العلاقة بين أصحاب کلا الاتجاهين قديماً و حديثاً و حقيقة الخط الذي انتهجه أعلام هذين التيّارين النقديين.