الملخّص: استلهم الشعراء العرب المعاصرون من التراث الإسلامي عامة و الإيراني خاصة، منهم البياتي الذي استحضر شخصيات إيرانية في شعره و استعان بها للتعبير عن مراده. أتى البياتي بهذه الشخصيات لتدل على معان روحية و إنسانية عامة: کالمعرفة و الحب والإصلاح والثورة والسفر وقد أجاد في ذلک حيث حمّل کل شخصية ما عرف عنها من عقائد و أفکار ومواقف. لم يکتف الشاعر بنقل تاريخ هذه الشخصيات فقط، بل صبّ عليها صبغة عصرية و حملها من قضاياه و همومه المعاصرة ما رآه متناسبا مع أفکار و رؤى کل منها. و قد نقد البياتي بقصصهم الشعرية الواقع الاجتماعي و السياسي للبلاد العربية، کما نقد واقعها العقائدي و ما طرأ من تحريف علي المفاهيم الدينية. ساهم الإبداع الشعري للشاعر في اعطاء صورة محببة لهذه الشخصيات للمتلقي، و ذلک من خلال التحليق بالخيال و استحضار الأساطير و التحوير في قصص هذه الشخصيات و الأساليب المختلفة التي استعان بها البياتي في استحضارها من تقنية القناع و المباشرة و ما إلى ذلک من التنويع في التعامل مع کل شخصية. برز في هذه القصص الشعرية جانبان من أبطالها بصورة جلية: الأول المحتوى الروحي (و المعنوي) الذي عرف عن کل منهم و الثاني المضمون الثوري (و الرافض) للظلم و التخلف في مواقف هذه الشخصيات.