نوع المستند : علمی - پژوهش
المؤلف
دانشيار گروه زبان و ادبيات عربي، دانشگاه خليج فارس، بوشهر
المستخلص
برزت ظاهرة الصمت بشکل ملفت في الشعر العربي الحديث، حيث أقبل العديد من الشعراء علي توظيفها في نصوصهم لما وجدوا فيها من دلالات وطاقات موحية. وقد أصبح هذا الصمت معادلاً موضوعيّاً ودلاليّاً للصوت نفسه، وأداة فاعلة للتعبير عن رؤي الشاعر وأفکاره الکامنة. من هؤلاء الشعراء الذين حرصوا علي توظيف ظاهرة الصمت بفنيّة عاليّة هو الشاعر المعاصر طلال سعيد الجنيبي. ومن خلال تفتيشنا عن هذه الظاهرة في دواوينه، وجدناها ترد بکثافةٍ في قصائده، والملفت للنظر في هذا السياق، اصطدام الصمت بنقيضه الصوت، فهذه الثنائيّة الضديّة بين الصوت والصمت تشکّل أسلوباً شعريّاً يجسّد المفارقة علي مستوي التعبير والدلالة.
إنّنا في هذه الورقة البحثيّة وفقاً للمنهج الوصفي – التحليلي، نسعي إلي رصد تجليات ظاهرة الصمت ودلالاتها في نصوص طلال الجنيبي، ونهدف إلي سبر أغوار رموز هذه اللغة الصامتة ودلالاتها، وکشف الأسباب التي دعت الشاعر أن يلحّ علي هذه الظاهرة، ويتّخذها تقنيّةً معبّرة عمّا يدور في جوّانيّته. وقد توصّلنا إلي جملة نتائج أهمّها هي أنّ الشاعر طلال الجنيبي عمدَ إلي استخدام ظاهرة الصمت في تجربته الشعريّة، لکسر الرتابة في التعابير الجاهزة التي لا تکلّف المتلقي وقتاً للتأمّل ولا جهداً للتأويل. وقد وجدَ في هذه الظاهرة دلالة موحية وطاقة شعورية تعجز اللغة المألوفة أحياناً عن إيصالها للمخاطب. وللابتعاد عن الثرثرة، جاءت قصائده قصيرة مکتنزة مکثّفة في دلالاتها تتماشي مع الذائقة العربيّة التي تعوّدت علي الإيجاز.
الكلمات الرئيسية