ادبي
عزيز البوشهبازي؛ محمد جواد اسماعيل غانمى؛ عبدالکريم البوغبيش
المجلد 13، العدد 44 ، ديسمبر 2017، ، الصفحة 113-130
المستخلص
لقد تميّز العصر العباسي بأنّه عصر التجديد في الموضوعات والاصطلاحات، لهذا أظهر بعض الشعراء اهتمامهم في خلق صور خيالية لکلمات لم تکن مألوفة من قبل أو بعيدة عن الجمال في أکثر الأحيان لما فيها من صفات سلبية،کمفردة النِّفط التي يمجّها الذوق الأدبي في الوهلة الأولى لأنّها تخالف البُعد الجمالي، ولکن بفضل الصنعة الأدبية استطاع هؤلاء أن ...
أكثر
لقد تميّز العصر العباسي بأنّه عصر التجديد في الموضوعات والاصطلاحات، لهذا أظهر بعض الشعراء اهتمامهم في خلق صور خيالية لکلمات لم تکن مألوفة من قبل أو بعيدة عن الجمال في أکثر الأحيان لما فيها من صفات سلبية،کمفردة النِّفط التي يمجّها الذوق الأدبي في الوهلة الأولى لأنّها تخالف البُعد الجمالي، ولکن بفضل الصنعة الأدبية استطاع هؤلاء أن يوظّفوا تلک الصفات بشکل جيدٍ خدمة لأدبهم، ليخلقوا منها روائع أدبية جميلة. فدخلت في وصف المرأة وفي وصف الخيل وأصبحت اسما لعلماء وشبّهت نارها بالنجوم اللامعة وبالسيف المذّهب ودخانها بالليل الدامس، ودخلت في مجالات قلّما يخطر على البال استعمالها، لذلک نحاول في هذا المقال أن نُبيّن مواطن الجمال لمفردة النِّفط من خلال تتبّع سيرها في شعر هذه الفترة وکيف استطاع الشعراء أن يحلقّوا في فضاء الخيال ليرسموا صورا بلاغية جميلة لهذه المادة النتنة وقد تمثّلت هذه الصور في استخدام النِّفط بمعناه الحقيقي بشقّيه السلبي والإيجابي أو باستخدامه مجازا في معان أخرى.