غلامرضا کريمي فرد؛ قيس خزاعل
المجلد 6، العدد 15 ، يوليو 1431، ، الصفحة 1-24
المستخلص
لدي السياب رموزٌ شخصية متفردة خلقها ليلقيها علي أذهننا ولنتفاعل معه من خلالها و نتأثر بها. فله المقدرة الکافية لکي يجعل من هذه الرموز الشخصية، رموزاً مشترکة ذات وقعٍ و تأثيرٍ في أعماق المتلقّي. فمن بين هذه الرموز الشخصية التي انفرد بها السياب ذکرنا رمز الموت و البعث الذي تردد في ديوانه کثيراً. و جيکور (مسقط رأس الشاعر) و بُوَيْب ...
أكثر
لدي السياب رموزٌ شخصية متفردة خلقها ليلقيها علي أذهننا ولنتفاعل معه من خلالها و نتأثر بها. فله المقدرة الکافية لکي يجعل من هذه الرموز الشخصية، رموزاً مشترکة ذات وقعٍ و تأثيرٍ في أعماق المتلقّي. فمن بين هذه الرموز الشخصية التي انفرد بها السياب ذکرنا رمز الموت و البعث الذي تردد في ديوانه کثيراً. و جيکور (مسقط رأس الشاعر) و بُوَيْب (النهر الذي ذکره السياب کثيراً في ديوانه و هو يجري قرب منازل أهله و ذَوِيه) و المطر أو الماء، و وفيقة ابنة عم الشاعر و حبيبته التي تزوجت من غيره ثم ماتت في سنٍّ مبکر.
و القناع تقنيةٌ رمزيةُ أخري، قد يستعير الشاعر بواسطتها شخصيةً (تاريخية أو أدبية أو دينية) و يضفي عليها من ملامحه فيتّحدُ بها لتکون ناطقةً بلسانه، ومعبّرة عن حالهِ، وحاملة لمواقفه. و استطاع السياب أن يعبّر عن مشاعره الکامنة بواسطة هذا الفن فجعل من شخصية أيوب و تموز و المسيح و سيزيف أقنعةً في شعره ليبرز من خلالها تارةً يأسه و استياءه و ضجره من الدنيا و حيناً أمله بالشفاء و الخلاص و الإنبعاث من جديد.