سيد محمدمهدي جعفري؛ علياکبر فراتي
المجلد 4، العدد 9 ، يونيو 1429، ، الصفحة 37-60
المستخلص
إن کل شارح للنص الأدبي لابد له من أن يقوم بتفسير المفردات وبيان غرائب الألفاظ، ولمّا کان النص نصاً أدبيّاً في أعلى ذروة البلاغة کنهج البلاغة فالحاجة إلي الاتجاه اللغوي تشتدّ، إذ إن الأدب ـ شأنه شأن سائر الفنون ـ له مادة يصاغ منها وهي اللغة، فلا يمکن الغوص في المعاني السامية للعبارات إلا باکتناه الألفاظ، وابن أبي الحديد کأعظم شارح ...
أكثر
إن کل شارح للنص الأدبي لابد له من أن يقوم بتفسير المفردات وبيان غرائب الألفاظ، ولمّا کان النص نصاً أدبيّاً في أعلى ذروة البلاغة کنهج البلاغة فالحاجة إلي الاتجاه اللغوي تشتدّ، إذ إن الأدب ـ شأنه شأن سائر الفنون ـ له مادة يصاغ منها وهي اللغة، فلا يمکن الغوص في المعاني السامية للعبارات إلا باکتناه الألفاظ، وابن أبي الحديد کأعظم شارح لهذا السفر النفيس الخالد قد اعتني بهذا الأمر عناية بالغة وابتدأ شرحه مع ما فيه من المناهج الکلامية والبلاغية والتاريخية والأدبية والحديثية وغيرها ابتدأه بالشرح اللغوي، وله في هذا الأمر منهجان رئيسان؛ التقليد والاجتهاد، وإلي جانب هذين المنهجين قد أفاد في شرحه للمفردات من مصادر لغوية عديدة تقليداً أو اجتهاداً، فقد ذکر قسماً منها في الکتاب رغماً للمعهود عند العلماء القدماء، واستند إليها لمقاصد عدة، فحاولت هذه الورقة أن تعرّف هذه المصادر وبعضُها غير موجودة اليوم ولو بالاسم، وتوضح شيئا من أهميتها عند الشارح ليصبح تمهيدا للبحث اللغوي في هذا الکتاب العظيم.