ادبي
کريم اميري؛ محمد جواد پورعابد
المجلد 15، العدد 50 ، يونيو 2019، ، الصفحة 41-60
المستخلص
توقّـر للروايات العراقيّة الصادرة بعد 2003م فضاء تسجيلي يعتني بإشکاليات الإنسان وهواجسه من شتّى أنواع العنف مثل القتل على الهوية وغيره، وفي هذا السياق جاءت رواية "مقتل بائع الکتب"، رائعة القاصّ العراقي، سعد محمد رحيم، لتمثّل الواقع وتنوء بتلک الإشکاليات، وقد منح صاحبها الشخصيّة والمکان مکانة مائزة، وأدرجهما في علاقة تناغم مستمرّ، ...
أكثر
توقّـر للروايات العراقيّة الصادرة بعد 2003م فضاء تسجيلي يعتني بإشکاليات الإنسان وهواجسه من شتّى أنواع العنف مثل القتل على الهوية وغيره، وفي هذا السياق جاءت رواية "مقتل بائع الکتب"، رائعة القاصّ العراقي، سعد محمد رحيم، لتمثّل الواقع وتنوء بتلک الإشکاليات، وقد منح صاحبها الشخصيّة والمکان مکانة مائزة، وأدرجهما في علاقة تناغم مستمرّ، فصارت روايته لوحة بانوراميّة تعکس شريحة من عراق ما بعد التغيير، وتعرض جانباً من مکابدة الإنسان ومعاناة المکان. تفيد الدراسة من المنهج الوصفي ـــ التحليليّ الّذي يساعدها في الترکيز على الشخصيّة الرئيسة، وإماطة الّلثام عن الدقائق الفنّية والجمالية لخلقها وإبرازها من شتّى الجوانب؛ ومن ثمّ الکشف عن طبيعة علاقتها بالمکان، والدلالات الّتي تمخّضت عنها. سُمّيت الشخصيّة المحوريّة "سيرية" نظراً لهيمنة سيرتها على المتن الروائي، واستحواذها على مساحة کبيرة من النصّ؛ مثلما سُمّي المکان "متغيراً" تبعاً لتغيّر ملامحه إثر الظروف الطارئة من انقلاب وحروب واحتلال. من الّلافت أنّ القاصّ يستغلّ التقنيات الفنيّة في تقديم الشخصيّة الإشکاليّة، محمود المرزوق، وربطها بالمکان المتغيّر. المرزوق شخصيّة محوريّة/نمطيّة حضرت في أماکن عدّة وتمثّلت فيها، أهمّها المفتوح والمغلق؛ ولوشيج القرابة بين المکان والشخصيّة جاءت الأخيرة متکاملة مع المکان، مثلما جاء المکان هو الآخر مواکباً لسيرة الشخصيّة ومسيرتها.