ادبي
طيبه اميريان؛ فرامرز ميرزائي
المجلد 15، العدد 51 ، سبتمبر 2019، ، الصفحة 125-142
المستخلص
صارت اللغتان الفارسية والعربية، بفعل التقارب اللغوي والتأريخي، متقاربين في الفکر والحکمة والثقافة والمادة الأدبية. فتکوّنت الثقافة المشترکة بين أصحابهما حيث يمکننا أن نعدّ هذا التقارب اللغوي مادةً خصبةً للتداني بين الشعبين، الإيراني والعربي، خاصةً للدول القاطنة علي شاطئ الخليج الفارسي. رفع من شأن هذا التقارب الأدبي کأداة ...
أكثر
صارت اللغتان الفارسية والعربية، بفعل التقارب اللغوي والتأريخي، متقاربين في الفکر والحکمة والثقافة والمادة الأدبية. فتکوّنت الثقافة المشترکة بين أصحابهما حيث يمکننا أن نعدّ هذا التقارب اللغوي مادةً خصبةً للتداني بين الشعبين، الإيراني والعربي، خاصةً للدول القاطنة علي شاطئ الخليج الفارسي. رفع من شأن هذا التقارب الأدبي کأداة تواصلٍ تأريخي، ما حدث من توترات سياسية بين إيران وجاراتها من البلدان العربية علي حافة الخليج الفارسي في الآونة الأخيرة مما أبعدت بعضها عن بعض. فواضحٌ کلّ الوضوح، إنّ تقريب الشعوب من أهداف البحوث المقارنية الهامّة، إذن يبدو أنّ الدبلوماسية العلمية غفلت عن هذا العامل المؤثرِ کأداة فاعلة لتطبيع العلاقات بين إيران وجاراتها الخليجية، بل إنّ الأحداث السياسية المتوترة سبقت التقارب الأدبي والثقافي المشترک بين تلک الدول؛ فلابد من الرجوع إلي الکنوز الأدبية المشرقة لإعطاء دورٍ فعالٍ للدبلوماسية الثقافية للأدبين الفارسي والعربي في تحسين العلاقات السياسية التي أدّت إلي التهميش يومياً. تمکن الإشارةُ إلي أهمّ العوامل التي جعلت الدبلوماسية العلمية ضعفية کــ: عدم فاعلية اللغة الفارسية وفقدان التحفيزات التعليمية والإخفاق في توسيع عملية الترجمة لآدابها خاصةً بعد انتصار الثورة الإسلامية وعدم الاهتمام بالأدب العربي للبلدان الخليجية في البرنامج التعليمي الجامعي. فمن المستحسن إتّخاذ إستراتيجات لتبيين الأبعاد الثقافة ييالإيرانية باللغة العربية وترجمة الأعمال يالأدبية المعاصرة وإقامة دورات أدبية للتفاعل العلمي بين أساتذة اللغة الفارسية والعربية الجامعيين.