أقدس بهزادي بور؛ انسيه خزعلي
المجلد 17، العدد 60 ، ديسمبر 2021، ، الصفحة 1-24
المستخلص
يطمح هذا البحث إلى فحص رمزيّة المرأة في الکاریکاتیر والروایة المقاومة وصولاً إلى استجلاء مظاهر التداخل بين الفنّين مِن زوايا متشابهة ووجوه مختلفة. وينهض البحث منهجياً على وصف المضمون وتحليله، انطلاقاً مِن مبادئ المدرسة الأمريكيّة في الأدب المقارن التي تُضيء على أهميّة دراسة العلاقات بين الأدب والفنون، في محاولة فكّ الرموز الدلاليّة ...
أكثر
يطمح هذا البحث إلى فحص رمزيّة المرأة في الکاریکاتیر والروایة المقاومة وصولاً إلى استجلاء مظاهر التداخل بين الفنّين مِن زوايا متشابهة ووجوه مختلفة. وينهض البحث منهجياً على وصف المضمون وتحليله، انطلاقاً مِن مبادئ المدرسة الأمريكيّة في الأدب المقارن التي تُضيء على أهميّة دراسة العلاقات بين الأدب والفنون، في محاولة فكّ الرموز الدلاليّة للمرأة في الكاريكاتير والرواية، مُتّخذاً مِن عدد مِن رسوم ناجي العلي الكاريكاتيرية ورواية زيتون الشوارع أنموذجين له. فرسوم "ناجي العلي" مشفوعة بعلاقة الأدب والفن بنوعيه؛ فیها مشاهد مُرفَقة بالعبارات، وصورٌ قد غلبت عليها الأبعاد الدلالية المقروءة. ومن جانب آخر نجد رواية (زيتون الشوارع) لـ"إبراهيم نصر الله" مشبعة بالمشاهد الكاريكاتيرية الرمزيّة التي انتزعتها مِن الكاريكاتير. تسرّبت الصورة الرمزيّة لدى الاثنين إلى الشخصيّات بلْ الشخوص أيضاً ومنها شخصيّة المرأة التي وظفّها "العلي" لترمز إلى الوطن والمقاومة في هالة مِن القدسيّة والكماليّة، وحمّلها "نصر الله" الواقعيّة والرياليّة المرّة، لتمثّل الأرض المغتصبة والواقع المعاش للفلسطيني اللاجئ، والتي تشير إلى دلالات مشتركة مع كاريكاتيرات "العلي". يبدو أنّ ناجي العلي قد تسلّح بالشفافيّة والرمز السهل للمرأة واستطاع بنجاح إيصال المدلول ونقل الفكرة المطلوبة للمتلقّي نقلاً سريعاً مؤثّراً بتوظيف رموز أقلّ تعقيداً. بينما في زيتون الشوارع فالرمز غير صريح ذو أبعاد دلاليّة مختلفة، يُبرز نصر الله جوانبها شيئاً فشيئاً حتى نهاية الرواية، طامحاً إلى أنْ يترك أثراً طويل الأمد على المتلقّي. أيضاً لدى الاثنين تتماهى المرأة الرمزية مع المرأة الفلسطينيّة، وتمثّل نموذجاً اجتماعياً للفلسطينيّة المضطهدة.