زهرا صادقي؛ کبري روشنفکر؛ فرامرز ميرزائي؛ خليل پرويني
المستخلص
إنّ العولمة الثقافية من أهمّ الظواهر والتغّيرات المعاصرة الّتي أثرت علی الإبداع الروائي الجزائري منذ السبعينيات ممّا دفعت الكتاب الجزائريين إلى التمسّك بالخصوصیّة الثقافيّة في إنتاجاتهم السردية لمجابهة العولمة وغزوها الثقافي. لكنّ اللافت للنظر في الروايات السبعينيّة هو أنّ الكتاب الجزائريين رغم تركيزهم على الخصوصيّة الثقافيّة ...
أكثر
إنّ العولمة الثقافية من أهمّ الظواهر والتغّيرات المعاصرة الّتي أثرت علی الإبداع الروائي الجزائري منذ السبعينيات ممّا دفعت الكتاب الجزائريين إلى التمسّك بالخصوصیّة الثقافيّة في إنتاجاتهم السردية لمجابهة العولمة وغزوها الثقافي. لكنّ اللافت للنظر في الروايات السبعينيّة هو أنّ الكتاب الجزائريين رغم تركيزهم على الخصوصيّة الثقافيّة الجزائرية، حاولوا المسايرة مع مُتَطلِبات العصر وتغيّرات الواقع، الأمر الّذي أدّى إلى ظهور نوع من الثنائيّة والازدواجيّة في عدد من هذه الأعمال السرديّة والّتي تُعدّ رواية "ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة نموذجاً صادقاً في هذا الصدد. نتطرّق في هذا المقال إلى ثنائيّة الخصوصيّة الثقافيّة والعولمة في رواية "ريح الجنوب" وذلك في ضوء نظريّة "الأنساق الثقافيّة المضمرة" لـعبد الله الغذامي وبناءً على المنهج الوصفي ــ التحليلي. تَدُلّ النتائج على أنّ الاتّجاه الثنائي من قبل الكاتب إلى التمسّك بالخصوصيّة الثقافيّة والانفتاح الثقافي على العولمة أدّى إلى صراع الأنساق الثقافيّة، أو نسقيّة المعارضة في رواية ريح الجنوب والّذي تجلّى بشكل كبير في موضوعات الدين والمكان ونمط الحياة والعادات والتقاليد الاجتماعيّة والّتي أسفرت عن آثار ونتائج سلبيّة تمثّلت بشكل كبير في مظاهر الانعزال والتوحّد والاغتراب الثقافي وتشظّي الذات وأزمة الهويّة لدى شخوص الرواية. كما أظهر البحث أنّ الصراع النسقي بين الخصوصيّة الثقافيّة والعولمة في "ريح الجنوب" كان حادّاً بالنسبة لقضيّة المرأة وذلك بسبب مفاهيم وقيم جديدة تدعو إليها العولمة الثقافيّة بشأن حقوق المرأة وناضلت من أجلها الأنثى المهمشة في مقابل مفاهيم الخصوصيّة الثقافيّة السالبة المتمثّلة في السلطة والتعصب والعرض والشرف والعار والّتي دافعت عنها السلطة الذكوريّة بقوّة.