مهدي عابدي؛ عبدالغني ايرواني زاده؛ نصرالله شاملي
المجلد 7، العدد 20 ، نوفمبر 1432
المستخلص
إنّ الفکاهة قصة مترامية الاطراف، ربّما جاءت صدىً لما حفّت به حياة الانسان من آلام و محن و مصائب و ليس من شکّ في أنّ النفس المعذّبة کثيراً ما تلتمس في الهزل و الفکاهة ترويحاً و تنفيساً عن نفسها، فلا تکون الفکاهة بالنسبة اليها سوى منفذ للتّنفيس عن آلامها و محنها، و الفکاهة عند ابي حيّان التوحيدي ليست الّا أداة للتهرّب من الواقع الذي ...
أكثر
إنّ الفکاهة قصة مترامية الاطراف، ربّما جاءت صدىً لما حفّت به حياة الانسان من آلام و محن و مصائب و ليس من شکّ في أنّ النفس المعذّبة کثيراً ما تلتمس في الهزل و الفکاهة ترويحاً و تنفيساً عن نفسها، فلا تکون الفکاهة بالنسبة اليها سوى منفذ للتّنفيس عن آلامها و محنها، و الفکاهة عند ابي حيّان التوحيدي ليست الّا أداة للتهرّب من الواقع الذي کان ينوء بحمله و يثقل على کاهله.
إنّ جملة النّوادر التي رواها التوحيدي عن لسان النساء لا تخرج عن کونها مجموعة من الفکاهات المجونية التي يقبحها الذّوق السّليم و ليس سبب الإتيان بها الّا لأنّه کان مکبوت الغريزة الجنسيّة و ذلک بحکم فقره و تقشّفه الجبري و لم يکن يري فيها سوى مجرّد«موضوع جنسي» و أداة للمتعة!
أمّا الفکاهات التي يرويها التوحيدي عن الأطفال و عن لسانهم فإنّها أکثر طرافة و أبعث على الضّحک؛ لأنّها تکشف لنا عن منطق الطّفولة بمفارقاته العجيبة.
إنّ التوحيدي کان مولعاً بالنّکات العقلية و النوادر اللفظيّة، خصوصاً ما کان منها شاهداً على ذکاء صاحبه و سرعة بديهته و براعته في الردّ.
و من النّوادر التي کان يعنى به التوحيدي، ذکر فکاهات عن ألسنة البخلاء و الطفيليين و أصحاب الشره و البطنة الذين حکى نوادرهم مرشده، الجاحظ في بعض ملامحه.