آزاده قوامی؛ اشرف چگینی؛ علیرضا قوجه زاده
چکیده
يعدّ نقد مابعد الاستعمار أحد الاتجات الهامة في مجال الدراسات الثقافية والأدبية. ويعتبر سبيفاك من مؤسسي نظرية ما بعد الاستعمار الدونية. وهو من خلال دراسة أساليب الاستعمار الحديث والاستغلال الداخلي وتأثيره على مجتمعات العالم الثالث، قام بتعريف أساليب الاستعمار وعواقبه وتبعاته. يعتقد سبيفاك أن نشر التحيز العرقي والجنساني وتقاليد ...
بیشتر
يعدّ نقد مابعد الاستعمار أحد الاتجات الهامة في مجال الدراسات الثقافية والأدبية. ويعتبر سبيفاك من مؤسسي نظرية ما بعد الاستعمار الدونية. وهو من خلال دراسة أساليب الاستعمار الحديث والاستغلال الداخلي وتأثيره على مجتمعات العالم الثالث، قام بتعريف أساليب الاستعمار وعواقبه وتبعاته. يعتقد سبيفاك أن نشر التحيز العرقي والجنساني وتقاليد الذكورية الراسخة والحفاظ عليه، يعدّ أحد الأساليب والممارسات الخفية والشائعة لدى المسيطرين واللوردات المحليين من أجل مواصلة هيمنتهم الواضحة على المجتمعات الضعيفة. وهو یعتبر أحد المفكرين القلائل الذين يؤكدون على أهمية وجود المثقفين في حياة الطبقات الدنيا. قام هذا البحث معتمداً على المنهج الوصفي التحليلي، بدراسة رواية عرسالزين للكاتب المحلي السوداني الطيب صالح باعتبارها نصاً ما بعد استعمارياً استناداً إلى بعض نظريات ما بعد الاستعمار لسبيفاك حول الطبقات الدنيا. روى صالح القصة في السنوات الأولى بعد استقلال السودان من نير الاحتلال البريطاني وازدهاره نسبياً، لهذا السبب، حاول البحث الحالي إثبات أن صالح، بالإضافة إلى أنه يعكس احتياجات ومشاكل المجتمع الريفي مع التأثير الإيجابي الذي يتركه الموقع التاريخي والسياسي، يصف عملية النمو التدريجي للهوية الفردية والاجتماعية للشخصيات الأصلية والمثقفين في القصة، ويحاول تصوير الدور الفعال لصوتهم وفاعليتهم في توعية وتشكيل الحركات التحررية بين مجموعات معينة من الطبقات الدنيا. وفقاً لنظريات سبيفاك، فإن تكوين تفكير مشترك لديه القدرة على إحداث تغيير في رؤية المحرومين ما يؤدي إلى إنشاء نظام أخلاقي في المجتمعات المضطهدة، هو أمر صعب ويتطلب الكثير من الوقت. في نهاية الرواية، يرى صالح، بنظرة متفائلة ومدروسة وبتقديمه تعبيراً رمزياً، أنه من الممكن إقامة هذه العلاقة الأخلاقية في المجتمع الافتراضي لقريته.