حسين کياني؛ فاطمة علي نژاد چمازکتي
المجلد 8، العدد 21 ، مارس 1433، ، الصفحة 103-138
المستخلص
تعدّ ظاهرة تفاعل النصوص(التناص) مصطلحاً نقدياً أدخله جولياکريستيفا بوصفه نظرية نقدية مستقلّة في المباحث النقدية الجديدة. أصحاب هذه النظرية يذهبون إلي أنه ليس هناک نص مستقلّ معنيً بل کلّ نصّ يتفاعل النصوص الأخري و هو نسيجٌ جديدٌ من النصوص السابقة، و أساساً علي هده النظرية يعتير النص الجديد کأفق ممتد لايعرف الحدود الزمنية و الحضارية ...
أكثر
تعدّ ظاهرة تفاعل النصوص(التناص) مصطلحاً نقدياً أدخله جولياکريستيفا بوصفه نظرية نقدية مستقلّة في المباحث النقدية الجديدة. أصحاب هذه النظرية يذهبون إلي أنه ليس هناک نص مستقلّ معنيً بل کلّ نصّ يتفاعل النصوص الأخري و هو نسيجٌ جديدٌ من النصوص السابقة، و أساساً علي هده النظرية يعتير النص الجديد کأفق ممتد لايعرف الحدود الزمنية و الحضارية .
جميل صدقي الزهاوي هو من روّاد النهضة الأدبية الحديثة في العراق، جعل الشعر أداة لنشر آرائه و أفکاره الاجتماعية و نزعاته المتجدّدة وکان يدعو به إلي القيام في وجه الاستبداد. قصيدته «ثورة في الجحيم» هي رحلة خيالية إلي عالم ما بعد الموت، أنشدها معبّراً عن فلسفته وآرائه في المجتمع و القيم السائدة بين أبناء عصره علي لسان أهل الجحيم. استفاد الشاعر فيها من التناص الديني و أظهر بها اضطلاعَه للنص الغائب و استطاع بقصيدته هذه التأثير علي المخاطب.
هذه المقالة بعد دراسة موجزة في التناص و أهميته في النقد الأدبي، تسعي إلي قرأة جديدة لقصيدة«ثورة في الجحيم» لجميل صدقي الزهاوي، مبينة مدي تأثر النص الحاضر بالنص الغائب. و أخيراً وصلت الدراسة إلي أن للکلمات الدينية و مضامينها دوراً بارزاً في إنشادها و أن الشاعر استطاع بالتفاعل بين النصين، الغائب و الحاضر، أن يوثر علي مخاطبه تأثيراً عميقاً.