محمدحسن امرائي
المستخلص
إنّ الدّراسـة الأسـلوبية منـهج من المناهج اللغوية الحـديثة التي ظهـرت جراء التطـورات اللّسـانية التي عرفتها القـرون الأخيرة. وهي استراتيجية لاكتساب القوة على إنتاج المعنى الذي يفجر طاقة اللغة ويضع عناصرها في مواقع جمالية ﻣﻨﺰﺍﺣﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻐﻮي تخلق سمات أسلوبية ودلالية قيمة للنص. فالأسلوبية هي في الأصل دراسة لغوية ...
أكثر
إنّ الدّراسـة الأسـلوبية منـهج من المناهج اللغوية الحـديثة التي ظهـرت جراء التطـورات اللّسـانية التي عرفتها القـرون الأخيرة. وهي استراتيجية لاكتساب القوة على إنتاج المعنى الذي يفجر طاقة اللغة ويضع عناصرها في مواقع جمالية ﻣﻨﺰﺍﺣﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻠﻐﻮي تخلق سمات أسلوبية ودلالية قيمة للنص. فالأسلوبية هي في الأصل دراسة لغوية تعتمد على تحليل الظواهر اللغوية وبنية النص وفقًا لمستويات مألوفة. في السياق ذاته، هناك نصوص أدبية ملتزمة أُنشدت في حب أهل البيت ولا سیما الإمام علي (ع) ومنها غديرية أبي تمام الطائي في مدح الإمام علي (ع) وتفضیله في الخلافة والولاية؛ فمن هذا المنطلق، تناولنا هذه القصيدة الغديرية بكليتها معتمدين على المنهج الأسلوبي، بما فیه من المستويات الفكرية والصوتية والنحوية والبلاغية، بغية الكشف عن جمال أسلوب الشاعر في التعبير عن أفكاره تجاه الإمام علي (ع) وتفضيله على الآخرين في واقعة الغدير. تشير نتائج البحث إلى هيمنة الأصوات المجهورة على المهموسة، وذلك بسبب رغبة الشاعر في الإجهار بغضبه وتفجير آلامه ومعاناته؛ بحيث اصطبغت موسيقاه بصبغة صوتية جهورية عميقة. وقادت عاطفة الشاعر الجياشة إلى استخدام الجملات الفعلية أكثر من الجملات الاسمية بشكل عام، حيث أضفت عليها لونًا من الحركية والديناميكية. وألقت الأسالیب الخبرية ظلالها علی القصيدة؛ إذ إنّ الشاعر أراد أن يخبر عن قضية هامة وهي إثبات الخلافة لعلي بن أبي طالب (ع) وما ﻭﻗﻊ ﺑﺄﻫﻞ بيته ﻓﻲ الغدير وﻛﺮﺑﻼء؛ إذن فمال الأكثر إلى الأفعال الماضية المرتبطة بسياق الخطاب السردي في الغديرية.