زهره قرباني مادواني؛ ریحانه علوی طبائی
المستخلص
تبتعد اللّغة العربیّة عن اللّغة الفصحی المعیاریّة یومًا بعد یوم متأثرة باللّغات الأجنبیة، منها الإنجیلزیة. بما أنّ اللّغة الإنجلیزیة تستند إلی السهولة فتأثّرت اللّغة العربیّة كذلك من هذه المیزة. فشهدت اللّغة العربیّة دخول الأسالیب الجدیدة متأثّرة بالترجمة الحرفیة من اللّغات الأجنبیة إلی العربیّة. یتأثّر الأدب من الأسالیب المستعملة ...
أكثر
تبتعد اللّغة العربیّة عن اللّغة الفصحی المعیاریّة یومًا بعد یوم متأثرة باللّغات الأجنبیة، منها الإنجیلزیة. بما أنّ اللّغة الإنجلیزیة تستند إلی السهولة فتأثّرت اللّغة العربیّة كذلك من هذه المیزة. فشهدت اللّغة العربیّة دخول الأسالیب الجدیدة متأثّرة بالترجمة الحرفیة من اللّغات الأجنبیة إلی العربیّة. یتأثّر الأدب من الأسالیب المستعملة في اللّغة الإعلامیة، ویمكن تتبّع هذه الأسالیب في الروایات والقصص. وعلی هذا الأساس ننقسم الأدباء إلی قسمین: القسم الأوّل یعتمد علی اللّغة العربیّة الفصحی القدیمة والقسم الثّاني یتأثّر من اللّغة المعاصرة. أمّا بالنّسبة إلی طه حسین الذي هو من الروائیین المبرزین ومن رواد الروائين العرب فیمكن القول إن نمطه الكتابي كان یعتمد اللّغة العربیّة الفصحی. وأما محمود شقیر وهو من المؤلفین المعاصرین والذي كان مرشحًا لجائزة البوكر العربیّة في عام ۲۰۱۵م فیتمیز هذا باستعماله المعاصرة ویمیل في الكتابة نحو السهولة. من هذا المنطلق نهدف في هذا المقال إلی معالجة قصص طه حسین ومحمود شقیر وروایاتهما بنمطي التحلیلي والاستقرائی للتعرف علی اللّغة المعاصرة وأسالیبها. ومن أهم ما حقّقه البحث هو أن محمود شقیر استفاد من الأسالیب الجدیدة التي تعد من معطیات تطور اللّغة. ولكنه استفاد من بعض الأسالیب الخاطئة وبعض التراكيب المستوردة من اللغات الأجنبية أیضًا، وكان من الأفضل أن یحذر منها ویستبدلها بالتراكیب العربیّة. فمن الجدیر أن یراقب المصححون لغة المؤلفین والمترجمین للحفاظ علی اللّغة. فلا بدّ من حمایة التراث العربي وقواعد اللّغة، لأن اللّغة شیئًا فشیئًا تنهدم وفي إثرها تنهدم الحضارة انهدامًا وهو من مقاصد العولمة.