علي بيانلو
المستخلص
علم الأصوات فرع من علم اللغة العام، والذي یدرس الأصوات االلغویة للوقوف علی القوانین العامة المتعلقة بأصوات الکلام وإنتاجه. وهو اللبنة الأولی والرئیسة في النظام اللغوي. والانسجام الصوتي ظاهرة لغویة تحدث في الصوائت والصوامت؛ وهو تأثّر الأصوات بعضها ببعض ینتهي إلی نوع من المشابهة بینها. وهذه الظاهرة تطرأ بآلیاتها في أکثر اللغات، ...
أكثر
علم الأصوات فرع من علم اللغة العام، والذي یدرس الأصوات االلغویة للوقوف علی القوانین العامة المتعلقة بأصوات الکلام وإنتاجه. وهو اللبنة الأولی والرئیسة في النظام اللغوي. والانسجام الصوتي ظاهرة لغویة تحدث في الصوائت والصوامت؛ وهو تأثّر الأصوات بعضها ببعض ینتهي إلی نوع من المشابهة بینها. وهذه الظاهرة تطرأ بآلیاتها في أکثر اللغات، منها العربیة والترکیة الأذربیجانیة، إذ تمتاز کلتاهما بهذه الظاهرة، لاتّصافهما بالإیقاعیّة الصوتیة في صیاغة المفردات. ویلفت النظر إشکالیة وجود المفردات الدّخیلة العربیة الخاضعة للانسجام الصوتي في الترکیة الأذربیجانیة. إذن، هذه الدّراسة تهدف، عبر المنهج الوصفي-التحلیلي ونظراً للّسانیات الصوتیة المقارنة، إلى معالجة بعض الكلمات العربية الدّخیلة ومقارنة سماتها الصوتية، ضمن استعمالها في التركية الأذربيجانية، من جهة تطویع الصوائت والصوامت لتتبیّن لنا معالم النّظام الصوتي بین اللغتین، أوّلاً؛ ولتتّضح کیفیة معاملة اللغة الأذربیجانیة مع اللفظ العربي الدّخیل عند التّصرف في کینونته الصوتیة تطویعاً لها، ثانیاً. وهذا الأمر، بالطبع، یعتبر منجزاً علمياً یفیدنا في الکشف عن المشابهات والمفارقات التي تتجسّد في النظام الصوتي بین اللغتین ومدی الخلاف بینهما، ضمن الدراسات الصوتیة المقارنة. والحاصل أنّ تأثّر الصوائت رجعي وتقدّمي اشتملت علیهما العربیة والأذربیجانیة. والصوامت العربیة، تمیل في التجاور إلی الانسجام، کما الأذربیجانیة. وإنّ إتباع الحرکة لحرف اللین توافق حرکي عریي یقع في المیل من الکسرة إلی الیاء والضمّة إلی الواو والفتحة إلی الألف؛ ومن عادة اللغة التركيّة إشباع الكسرة وتمثيلها ياءً. وإنّ التزام الهمزة وتحقیقها من خصائص العربیة وهي قد تتخلّص منها بحذفها أو تلیینها؛ کما الأذربیجانیة. وقد وردت في الأذربیجانیة مصادر عربیة ذات حروف الحلق التي تؤثّر في إشباع الکسرة وعدمه؛ وهذه الظاهرة لاتوجد في العربیة.