محمود حيدري
المستخلص
يعتبر "الآخر" الجوهر الأساسي للمبدأ الحواري عند باختين، بحيث تتحقق معرفة الذات من خلال "الآخر". إن الباروديا علی حسب آراء باختين في المبدأ الحواري، أحد أنواع المحادثات، بحيث أن الشاعر من خلال الإعجاب بالنص السابق يخلق خلقا جديدا ويبدأ محادثة مع النص السابق. قد قلّد الطغرائي، الشاعر الكبير في العصر العباسي، قصيدة "يا ليلة السفح" للشريف ...
أكثر
يعتبر "الآخر" الجوهر الأساسي للمبدأ الحواري عند باختين، بحيث تتحقق معرفة الذات من خلال "الآخر". إن الباروديا علی حسب آراء باختين في المبدأ الحواري، أحد أنواع المحادثات، بحيث أن الشاعر من خلال الإعجاب بالنص السابق يخلق خلقا جديدا ويبدأ محادثة مع النص السابق. قد قلّد الطغرائي، الشاعر الكبير في العصر العباسي، قصيدة "يا ليلة السفح" للشريف الرضي، وهي من أشهر حجازیاته وألبسها حلّة قشيبة. يقارن هذا المقال بين المواضيع المشتركة بين قصيدتين باستخدام منهج تحليل المحتوی النوعي لإظهار القيم الفنية لقصيدة طغرائي والأسباب التي أدت إلى هذه المحادثة. تشير نتائج البحث إلى أن طغرائي يمثل أمثلة جادة وغير ساخرة للباروديا وكان له موقف إعجابي تجاه شعر الشريف الرضي بما رأی ملائما مع حالته النفسية وهذا ما جعله يبدع هذه القصيدة ويتحدث مع نص الرضي الشعري. ويمكن القول بأن الفوضى السياسية وإقالة طغرائي من الوزارة، كما أدت إلى إنشاء لامية العجم، هکذا أصبحت سببا في إنشاء قصيدة "يا ليلة السفح" لأن محاور هذه القصيدة هي ذكريات الماضي السعيد والشوق إلیه والرغبة في تجديده.