ثريا رحيمي؛ خليل پرويني؛ فرامرز ميرزائي؛ نصرت نيلساز
المجلد 18، العدد 62 ، مايو 2022، ، الصفحة 25-50
المستخلص
كانَ للمنهجِ السرديِ الحدیثِثرٌ واضحٌ فى دراسة النّصوص الأدبیّة البشریّة، بل تعدّاها إلی دراسة القصّة القرآنیّة التي أصبَحَت مجالاً خِصباً لِتطبیقِه بإجراء آلیاتِه النّقدیة. ولقد حُظِیَت دراسةُ مقولةِ الزّمن في الخطاب القرآني باهتمام الدّارسین العرب والإیرانیین، فأظهروا في دراساتهم مختلف تجلّیات الزمن في الخطاب الروائي على ...
أكثر
كانَ للمنهجِ السرديِ الحدیثِثرٌ واضحٌ فى دراسة النّصوص الأدبیّة البشریّة، بل تعدّاها إلی دراسة القصّة القرآنیّة التي أصبَحَت مجالاً خِصباً لِتطبیقِه بإجراء آلیاتِه النّقدیة. ولقد حُظِیَت دراسةُ مقولةِ الزّمن في الخطاب القرآني باهتمام الدّارسین العرب والإیرانیین، فأظهروا في دراساتهم مختلف تجلّیات الزمن في الخطاب الروائي على وفق نماذج التحلیل السردي التي قدَّمها روّاد هذا المنهج في الغرب. جاء هذا الجهد لیطرحَ كیفیةَ معالجةِ الدّارسین تقنیّة الزمن في الخطاب القرآني، ویَتَصَدّى لباثولوجیا الدّراسات النقدیة في هذا المجال. ونظراً لتعدّد الدّراسات فَاختَرنا الدّراسات السّردیة المتعَلّقَة بالقصّة القرآنیّة المنشورة فی المجلات العلمیّة الإیرانیّة والعراقیّة، والذي یشغل مساحةً زمنیّةً تتجاوز العِقدَین، ابتداءً من العام 1999م وانتهاءً بعامنا هذا، علی أساس دراسةٍ إحصائیةٍ تحلیلیةٍ كَشَفَت لنا في النّهایة؛ أنّ 47% من مجموع الدّراسات جاءت موظّفة منهج "جینیت" توظیفاً میكانیكیاً دون محاولة الخروج عن إطاره، ممّا أدّی إلی تشابه الدراسات في المقاربة النقدیة وفي النّتائج، الذي نجم عنها تشابه التحليل مع اختلاف القصّة القرآنیّة المدروسة. وما تمّ عرضه نقداً سردياً للزمن في 42% من الدّراسات، لیس إلّا خَلیطاً من قراءةٍ تأویلیةٍ وقراءةٍ سردیّةٍ بنیویّةٍ، یمیل إلی أن یكون شرحاً وتفسیراً غالباً، وتحلیلاً في أحیان قلیلة جداً. وبالنّسبة إلی 12% من مجموع البحوث التي حاولت أن تؤسّس نظریة جدیدة أو تعدّل النظریة التی جعلت أساساً لها، فلم تقدّم –عموماً- إضافةً نقدیةً إلی ساحة التحلیل الزّمني، ووضّحت لنا أنّ النقد السردي للزمن الروائي القرآني في الدّراسات الفارسیة والعربیة، لم یَصِل بعدُ إلی مرحلة التأسیس. كما كشفت لنا أنّ أهمّ إشكالیّة تُواجِه تحلیل الفضاء الزمني في القصّة القرآنیّة هي إشكالیّة الفهم والاستیعاب؛ فهناك أخطاءٌ منهجیةٌ في فهم النظریّات المعتمدة نراها حصیلة قراءةٍ قلقةٍ مستعجلةٍ تتوقّف غالباً عند حدود الطروحات البنيويّة الوصفية، والإحصائية، بنظرةٍ انتقائیةٍ.